إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
محاضرة بعنوان شكر النعم (2)
17125 مشاهدة print word pdf
line-top
الاعتراف بنعم الله تعالى

وإذا عرفنا أنا لا ننفصل في وقت من الأوقات عن نعمٍ لله تعالى تتجدد؛ فإن الواجب علينا أن نعترف بفضل الله، وواجب علينا أن نشكر الله على هذه النعم:
أولا: الاعتراف بأنها فضل الله، ولا نقول: إنها بحولنا وطولنا؛ فنعمة المال ونعمة الرزق ونحوها هي فضل الله، لو شاء لسلبنا ما أعطانا من الأموال، ولو شاء لسلبنا ما نحن فيه من الصحة وبَدَّلها بضدها؛ بدل الصحة بالمرض، وبدل الأمن بالخوف، وبدل الغنى بالفقر؛ فإنه -سبحانه- قادر على كل شيء؛ ولكن من فضله أن من ببقائها، كيف تبقى هذه النعم؟ تبقى إذا اعترفنا أنها من فضل الله علينا ولم ننسبها إلى غيره.
نتذكر أن هناك من كفر نعمة الله، قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا لا شك أن هذا الكفر هو إنكار فضل الله عليهم.
كذلك أيضا أخبر تعالى بأن هناك من نسب النعمة إلى نفسه، ونسوا أنها من الله، قال الله عن قارون لما قال لَهُ قَوْمُهُ: لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قال الله، حكى الله عنه أنه قال: إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي نسب النعمة إلى نفسه، إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي هذا بقوتي، وهذا بحولي، وهذا بحيلتي، وهذا بعلمي، وهذا بفكري، أنا الذي فكرت، وأنا الذي اجتهدت، وأنا الذي أجهدت نفسي، وأنا العالم بالأسباب، نسي أن ربه هو مسبب الأسباب؛ فكان ذلك سببا في أن نُزعت منه هذه النعمة فخسف الله به وبداره الأرض، ما أغنى عنه ماله ولا أغنى عنه حشمه، ولا أغنت عنه قوته، فهذا كُفر النعم.

line-bottom